سعيد ياسين (القاهرة)
«صابر يا عم صابر».. من المسلسلات الرمضانية الشهيرة التي حققت نجاحاً لافتاً عند عرضه قبل أكثر من 30 عاماً، خصوصاً وأنه تناول في إطار اجتماعي إنساني كوميدي العديد من مشاكل الأسر المصرية، وفي مقدمتها تعليم الأولاد وأساليب تربيتهم، وذلك من خلال شخصية «صابر»، الذي يعمل سائقاً خاصاً لوزير الداخلية في الحكومة المصرية طوال 30 عاماً، واستمر في موقعه رغم تغيير أكثر من 14 وزيراً في تشكيلات وزارية طوال مدة خدمته، وهو شخص جاد وملتزم يعيش في سعادة مع زوجته وأبنائه الثلاثة، حيث زوج ابنته الكبرى، وتدرس الصغرى في كلية الحقوق، في حين يعاني بسبب ابنه الوحيد الذي يفشل في التعليم بعدما يرسب في الثانوية العامة أكثر من مرة، ويحاول الأب تعليمه حرفة سواء في ميكانيكا السيارات أو الموبيليا وغيرها، ولكنه يفشل مجدداً، وهو ما يتسبب في معاناة والده كثيراً، وشارك في بطولة المسلسل الذي عرض عام 1988 خلال الشهر الكريم كل من فريد شوقي، وكريمة مختار، وتحية كاريوكا، ورشوان توفيق، وهالة فاخر، ومحمود القلعاوي، ووائل نور، ودينار، وإبراهيم الشامي، وأيمن عزب، وسمير حسني، وعبدالسلام محمد، وحسن حسين، والوجهان الجديدان وقتها أحمد آدم، وجيهان نصر وتأليف محمد خليل الزهار وبهجت قمر، وحسين عمارة الذي قام بإخراجه.
وتوقف الفنان رشوان توفيق عند ذكرياته مع المسلسل، وقال إنه جسد فيه شخصية «عبدالله» جار «صابر»، الذي تربطه به علاقة أسرية متميزة، لا يعكر صفوها إلا زوجته التي تغيرت كثيراً بعدما التحق ابنها بكلية الشرطة، وترفض تزويجه من زميلته وجارته «ابنة صابر» رغم علاقة الحب التي تجمعهما منذ الصغر، بداعي أن شقيقها فاشل ولا يليق بهم، وهو ما يجعله يثور عليها، ويقف في صف ابنه الذي علمه ورباه على القيم والمبادئ، وأشار إلى أنه استمتع بشخصيته في العمل، خصوصاً في المشاهد التي جمعته بالفنان فريد شوقي الذي كان مثالاً للالتزام والحرص على التميز في كل أعماله، إلى جانب فهمه العميق لأبعاد الشخصية، خصوصاً بعدما أحيل إلى المعاش، ولم يستسلم للأمر الواقع، حيث قرر العمل سائقاً على سيارة بالأجرة لتحسين دخله من ناحية، واستثمار وقت فراغه في أشياء مفيدة من ناحية أخرى.
وقالت هالة فاخر، إنها جسدت شخصية «آمال» الابنة الكبرى لصابر، والتي تزوجت من مدرس تربية رياضية، جسد دوره محمود القلعاوي، والذي يعاني كثيراً من طلباتها المستمرة، خصوصاً وأنه يعتمد على مرتبه فقط، ولا يقوم بإعطاء دروس خصوصية، وتدفعه دفعاً للسفر إلى الخارج مثل جارهم ليعود محملاً لها بالمال والهدايا، ولكنها تشعر بالندم بعد سفره إلى اليونان.
وقال الفنان أحمد آدم إن المسلسل كان فاتحة خير عليه، ولفت إليه الأنظار بشدة، وأنه جسد فيه شخصية «فوزي» الشاب الطموح الذي قرر الاعتماد على نفسه للحصول على الدكتوراه، فذهب إلى اليونان وعمل لفترة في أحد المطاعم، قبل أن يسافر إلى فرنسا.